لا شك أن تسوس الأسنان واحد من أشهر الأمراض علي الإطلاق ويعتبر السبب الرئيسي لفقدان الأسنان وسبب معاناة للكثيرين بالرغم أن منعه تماما ووقاء الأسنان من أضراره من الأمور السهلة وليست بالمستحيلة
فدعونا نتعرف علي هذا المرض وكيف ينشأ تدريجيا متحولا من مجرد نقطة سوداء بسيطة تعكر نقاء السنة البيضاء إلي حفرة كبيرة ونخر مزعج فيها يسبب تجمع الأكل بها وتعفنه مسببا روائح غير سارة بالفم

أسباب التسوس :

واحد من الأفكار المغلوطة عن التسوس والشائعة بكثرة أنه يحدث نتيجة لكائن صغير يدعي "السوسة" أو "دودة الأسنان" فنجد المرضي في عيادات طب الأسنان يصفون التسوس لديهم للطبيب بقولهم عبارات مثل "نخرت السوسة ضرسي" أو "انتقلت السوسة من الضرس التالف ونخرت بالضرس المجاور السليم" وكثير من تلك العبارات العارية تماما من الصحة

وقد نجد بعض من الصفحات الشهيرة علي السوشيال ميديا ومواقع التواصل الإجتماعي تنشر صورا لكائنات تدعي انها دودة الأسنان المسببة للتسوس وهي أيضا غير صحيحة

فالتسوس يحدث بفعل البكتريا وهي كائنات دقيقة لا تري بالعين المجردة توجد في الفم وتتغذي علي بواقي الطعام التي لا يتم تنظيفها بالفرشاة والمعجون وخصوصا السكريات ونتيجة لعملية التمثيل الغذائي هذه لتلك البكتريا تقوم بإنتاج أحماض ضارة تتسبب في نزع المعادن من سطح السنة تدريجيا وهنا يبدأ تكون حفرة صغيرة تزداد في الحجم كلما ازداد سحب المعادن من السنة مثل الكالسيوم والفوسفور

تأثير التسوس علي الأسنان :

التسوس واحد من الأمراض العنيفة وقد تدرك مدي هيمنته من قدرته علي إختراق أصلب نسيج في جسم الإنسان عموما وهو طبقة المينا التي تغطي سطح السنة ويتسبب ف نخر ضار بها وإذا ما تم علاجه لا يتوقف عند ذلك بل يتعمق أكثر فأكثر فيصل إلي طبقة العاج أسفل طبقة المينا ويبدأ حينها ظهور ألم الأسنان والذي ينبه الفرد علي وجود خلل بأسنانه حتي يسرع إلي علاجها
وإذا أهملها الفرد يتعمق التسوس أكثر فيصل إلي لب السنة أو كما هو شائع "عصب السنة" مسببا ألم غير محتمل قد يمنع المريض من النوم أحيانا وبعد ذلك ينتقل الأمر إلي مرحلة أخطر وهي موت العصب وتحلله وظهور الخراج الذي يتفشي في عظام الفك المحيط بالضرس المتضرر فيسبب تورم ملحوظ بالوجه والفكين

الوقاية من التسوس :

كما قلنا سابقا أن تسوس الأسنان من أكثر الأمراض شيوعا بالرغم من سهولة الوقاية منها بمجموعة من الاجراءات البسيطة مثل
تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون مرتين يوميا
استخدام الخيط الطبي للأسنان للوصول للأماكن الصعبة بين الأسنان وتنضيف فضلات الأكل المحشورة بها
استخدام المضمة
التقليل من تناول الكربوهيدرات وخصوصا السكريات لأنها الغذاء الأساسي للبكتريا المسببة للتسوس

أهمية علاج التسوس :

بعد أن أدركنا المخاطر الكثيرة التي يسببها تسوس الأسنان فحري بنا ألا نهمل في علاجها فالأمر قد يكون هين وبسيط وغير مكلف في بدايته ولكن إذا ما أهملنا قد يصل بنا الأمر إلي نتائج غير سارة تؤدي إلي فقداننا لواحد من اللآلئ الثمينة التي وهبنا إياها الله في ذلك الجسم العجيب

◀ إعداد  د/ مكاريوس حشمت 

بكالوريوس طب وجراحة  الفم والأسنان