قد تحدثنا في مقال سابق عن مميزات الإلتحاق بكلية طب الفم والأسنان وللإنصاف سوف نتحدث هنا عن عيوبها أيضاً فهي كأي مجال لها جانب مظلم لا يمكن إغفاله
قد تكون تلك العيوب حائلاً ضد الكثيرين تمنعهم من الإلتحاق بكلية طب الفم والأسنان وتجعلهم في حيرة من أمرهم ومن هذه العيوب:
المصروفات الدراسية :
تأتي في مقدمة العيوب التي يعاني منها الكثير من الطلبة حيث تعتبر كلية طب الفم والأسنان من أكثر الكليات المكلفة دراسياً علي الطالب بسبب تحمله نفقات الأدوات الباهظة والمواد التي يستخدمها في علاج المرضي بل تحمله نفقات التركيبات والحشوات بأنواعها في بعض الأحيان بدلاً من المريض من أجل إكمال عدد الحالات المطلوبة منه في الجانب العملي بالكلية والتي قد تصل تكلفتها إلي آلاف الجنيهات التي لا يستطيع بعض الطلبة تحمل نفقاتهامخاطر الإصابة بالعدوي :
تعتبر مهنة طب الأسنان من المهن المحفوفة بالمخاطر والتي قد تعرض الطبيب للإصابة بالعدوي بالأمراض الخطيرة مثل اللإيدز والفيروس الكبدي الوبائي والدرن وغيرها نظراً لقلة المسافة العازلة بين الطبيب والمريض وعدم توقع رد فعل المريض أثناء العمل داخل فمه فقد يقوم بإصدار رد فعل مفاجئ يؤدي إلي إختراق بعض الأدوات الملطخة بلعابه ودمه ليدك وهو أسهل طريق للعدوي هذا علي سبيل المثال لا الحصر وقد لا تعلم أن الطبيب إذا أٌصيب بمرض خطير فإنه يُحرم من مزاولة المهنة منعاً لنشر العدوي إلي مرضاهإجهاد العمود الفقري والعضلات :
واحدة من أكثر المشكلات التي يعاني منها أطباء الأسنان جميعاً هي اجهاد العمود الفقري والعضلات نظراً للجلسة غير المريحة لكرسي طبيب الأسنان وإنحناء الظهر بصورة مستمرة بسبب جلسات العلاج الطويلة التي تستغرق أحياناً ساعات لإتمامهابالإضافة إلي اضطرار الطبيب لاتخاذ أوضاع غريبة أحيانا حول المريض ليصل إلي المناطق الصعبة بالفم وخصوصاً الضروس الخلفية والتي تسبب لإجهاداً وآلاماً شديدة بالرقبة ولذلك نلاحظ أن أطباء الأسنان هم الفئة الأكثر إصابة بأمراض العمود الفقري والغضاريف
تزايد الإقبال علي الكلية :
حيث يمكن ملاحظة تضاعف أعداد الطلاب الملتحقين بكلية طب الفم والأسنان خلال الآونة الأخيرة وهذا يعني في المقابل قلة فرص العمل المتاحة للخريجين من الكلية واذا استمر هذا التضخم فقد يدفع الحكومات إلي إلغاء أمر التكليف الخاص بالكلية والذي يضمن للطالب وظيفته بعد التخرجصعوبة إفتتاح عيادة خاصة :
نظراً للتكاليف الجنونية التي تتطلبها إفتتاح عيادة أسنان واسعار الأدوات الباهظة فقد يكون افتتاح عيادة أسنان بمثابة الحلم بالنسبة للطبيب والذي قد يستغرق سنوات عدة لتحقيقهالمناظر والروائح غير اللطيفة المنبعثة من أفواه بعض المرضي :
إذا كنت تظن أن مهنة طب الأسنان بذلك الجمال والروعة التي تصورها لك وسائل الإعلام المختلفة بتلك الابتسامات الناصعة البياض والضحكات المبهجة الرائعة فأنت بالطبع مخطئ عزيزي .. فالحقيقة بعيدة كل البعد عن هذا فكل ما سوف تراه هو التسوس والمناظر المشوهة للأسنان وبقايا الطعام المتناثرة والروائح التي قد تصيبك بالإغماء إضافة إلي كل هذا لا يجب عليك أن تظهر أي إحساس بالضجر أو الضيق أو أن يستشعر المريض أنك مقزز منه حتي لا تسبب له الإحراجعدم تقدير المرضي لمجهودك
من النادر جداً أن تجد مريضاً يحكي عن تجربة جيدة له مع طبيب الأسنان فمهما فعلت صدقني لا يمكن إرضاء المريض فإما يشكو من حقنة المخدر أو آلام ما بعد الحشو أو عدم رضاه عن نتائج العلاج وكل ما عليك فعله هو الشرح بأن علاج الأسنان مثل غيرها من العمليات الجراحية الأخري التي قد يصاحبها بعض الألم والذي في الغالب لا يقتنعون بهجلسات العلاج المتعددة
من أكثر الأمور المتعبة للطبيب والمرضي هي جلسات العلاج المتعددة فقد يستغرق عمل طقم أسنان حتي 5 جلسات أو أكثر وقد يمتد تقويم الأسنان إلي سنوات من المتابعة وما يصاحب ذلك بالطبع من تذمر المريض ورغبته في إنهاء العلاج بسرعة وكأن الأمر بيدكاقرأ أيضا : مميزات الإلتحاق بكلية طب الفم والأسنان
◀ إعداد / مكاريوس حشمت
كلية طب الفم والأسنان - جامعة جنوب الوادي